وتوضح قصص مرضى ثنائي القطب مدى معاناتهم من هذا الاضطراب وكيفية التخلص منه، حيث أن هذا المرض هو اضطراب نفسي ناتج عن عدة مشاكل عقلية، ومن الممكن أن يجعل المريض يفكر في الانتحار أكثر من مرة، لذلك نحن وتقرر من خلال مناقشة أبرز هذه القصص من خلال المقال التالي.
قصص مرضى ثنائي القطب
هناك الكثير من الأشخاص الذين يعانون من اضطراب ثنائي القطب، أو كما يسميه البعض “الهوس الاكتئابي”. هو مجموعة من المشاكل والاضطرابات النفسية، وقد استحق هذا المرض في الآونة الأخيرة الاهتمام أكثر من ذي قبل. لأن نسبة المصابين به تتزايد بشكل مثير للقلق في جميع أنحاء العالم. بالإضافة إلى ذلك، يمكن علاج هذا الاضطراب عند المتابعة مع طبيب متخصص، لكن العديد من الحالات تترك دون أي تشخيص، وينتج عن ذلك عواقب وخيمة على المرضى، وحتى على المحيطين بهم أيضًا. ولذلك نقدم لكم أبرز قصص مرضى ثنائي القطب على النحو التالي:
1- طالب ثنائي القطب والثانوي
تقول إحدى الفتيات الصغيرات إنها كانت في الأمتار الأخيرة من فترة دراستها الثانوية، وأنها تعرضت للعديد من المواقف والحوادث الصادمة التي لم تكن تتخيل حدوثها من قبل. وقالت: “في بداية العام الدراسي شعرت بالنشاط واجتهدت في مذاكرة جميع دروسي في أسرع وقت، لكني لم أفعل.. أحب أن تتراكم المواد عليّ. كانت لدي رغبة قوية في الحصول على درجات عالية لأنني كنت أرغب في الالتحاق بإحدى الكليات العظيمة، وفي نفس الوقت أن أجعل أمي وأبي يشعران بالفخر بي أمام كل من حولنا، لكن الحياة لم تبتسم لي و أعطني مواصلة هذا الجهد للوصول إلى حلمي. لأنه حدث شيء لم أتوقعه أبدًا وهو وفاة والدي في حادث، وقد أصاب هذا الخبر قلبي كالصاعقة، ولقد كنت أعاني من بعض الاضطرابات والمشاكل النفسية مؤخرًا بعد وفاته، كما كان مصدر حالتي لقد ذهب التشجيع والقوة إلى الأبد. ومع مرور الوقت، تلقيت خبر وفاة أحد أصدقائي المقربين، وأصبحت في حالة بائسة للغاية. أصابني الاكتئاب وفكرت أكثر من مرة في الانتحار والتخلص من كل هذا الضغط والحزن الذي كان يعتصر قلبي. البحث عن طرق العلاج المناسبة وتستمر الفتاة في سرد قصتها من بين مئات القصص لمرضى ثنائي القطب، قائلة: “أخذتني والدتي إلى الطبيب النفسي، وبدأ الاثنان في إقناعي ببدء طريق العلاج من هذا المرض النفسي من الذي أعانيه. وكانت المهمة الأولى التي تم تكليفي بها هي تحويل هذا الاضطراب الذي يسيطر علي إلى طاقة إيجابية. وذلك حتى أتمكن من التغلب عليها دون أن تتفاقم مشكلتي وتزداد حالتي تدهوراً. وفعلاً خضعت لرغبتهم في تلقي العلاج، وبدأت بالذهاب إلى الطبيب لحضور عدة جلسات أسبوعياً، كانت محاولة لتبديد وإزالة الأفكار السيئة والسلبية التي تسيطر على تفكيري، والبدء في بروتوكول العلاج النفسي. لكن بعد مرور شهر على بدء العلاج، لم أرغب في الاستمرار في هذا المسار العلاجي، وأصبحت أخشى أن يظن الناس أنني شخص مجنون، لأنني لم أحب أبدًا أن يعرف الآخرون عن معاناتي من هذا الاضطراب النفسي. وبعد مرور بعض الوقت، لم أعد أعاني من نوبات الاكتئاب مرة أخرى. بل كانت هناك بعض نوبات الهوس الخفيفة التي كانت تسيطر علي في ذلك الوقت، ومع بداية العام الدراسي الجديد وجدت نفسي أشعر بالنشاط والرغبة في البدء بالدراسة والمذاكرة. ولكنني لم أكن أعلم أنها مجرد فترة مؤقتة، وأنني لم أتعاف تمامًا من اضطراب ثنائي القطب، وذلك بسبب عدم مقابلتي للطبيب بشكل منتظم في خضوعي لجلسات العلاج، وعادت نوبات الاكتئاب من جديد، ولكن وكانوا أشد قسوة وقسوة. لذلك قررت أن أخضع للعلاج ولا أهتم بما يقوله الآخرون. والحقيقة أنني ذهبت إلى الطبيب وبدأت من جديد واستمرت في العلاج لمدة لم تكن قصيرة ولكنها أخذت وقتا كبيرا. لكن في النهاية، تمكنت من التغلب على هذا المرض النفسي، وأصبحت في حالة طبيعية، ولم تعد نوبات الاكتئاب أو الهوس تسيطر علي. لقد تمكنت من تحقيق ما أردته بالكامل، وأنا الآن طالبة في كلية الصيدلة. إقرأ أيضاً: قصتي مع سرطان العظام
2- شاب في الثلاثينيات من عمره يعاني من اضطراب ثنائي القطب
ومن قصص مرضى ثنائي القطب قصة شاب في أوائل الثلاثينيات من عمره. وروى قصته وقال: “كنت أمر بفترة صعبة وقاسية للغاية. بعد وفاة والدي، وقعت علي مسؤوليات كثيرة، وكانت والدتي مريضة بمرض مزمن، وهذا ما زاد العبء علي. بدأت أتجنب الجلوس في التجمعات وأعزل نفسي في منزلي، وتحديداً في غرفتي، ولا أخرج منها. ستكون هناك أوقات أشعر فيها بالسعادة وأرغب في الخروج والاستمتاع بالحياة. لكن بعد ثوان قليلة، سيطر عليّ اليأس والحزن الشديد، وتقلب مزاجي من ثانية إلى أخرى. هذا الوضع أزعجني للغاية وقلب حياتي رأساً على عقب، فقررت الذهاب إلى طبيب نفسي. وبالفعل ذهبت إلى طبيب نفسي وأخبرته بكل الأعراض التي كنت أشعر بها وأشعر بها منذ وفاة والدي ومرض والدتي. لقد شخصني بأنني أعاني من اضطراب نفسي. هذا الاضطراب يسمى “اضطراب ثنائي القطب أو الهوس الاكتئابي” وهو سبب تقلب مزاجي. ونصحني الطبيب ببدء العلاج فورًا حتى لا يتطور الأمر إلى الرغبة في الانتحار أو إيذاء نفسي بأي شكل من الأشكال. فكرت قليلاً في والدتي وأنها تحتاجني بجانبها، وقررت الموافقة على بدء العلاج، فحدد لي الطبيب عدة جلسات للخضوع لها. ذهبت إلى الطبيب النفسي في المواعيد التي حددها لي، وبالفعل بدأت طريق العلاج النفسي لهذا الاضطراب. كنت أعاني من بعض اليأس وتحدث الانتكاسات في بعض الأحيان، لكني لم أستسلم لها مهما حدث. أردت أن أكون إنساناً عادياً وليس مريضاً نفسياً. وبعد فترة لا بأس بها من العلاج النفسي مع الطبيب، وجدت أن نوبات الاكتئاب تراجعت تدريجياً ولم يعد الهوس يسيطر على سلوكي وتقلب مزاجي، وبدأت أتقبل الحياة من جديد وكأنني ولدت من جديد. لقد بدأت أعيش حياتي بشكل طبيعي جداً، ولم أعد أتأثر كثيراً بالمواقف. بل أتعامل معهم بكل عقلي. ولا أحب أن أعاني مرة أخرى من هذا الاضطراب الذي سلبني حياتي لفترة طويلة”.
أعراض الاضطراب ثنائي القطب
ومن خلال النظر إلى إحدى القصص المؤثرة لمرضى اضطراب ثنائي القطب، يمكننا أن نرى الأعراض الشائعة التي ظهرت في حالات سابقة تم تشخيصها على أنها تعاني من اضطراب ثنائي القطب. وبشكل عام فإن المرضى الذين يعانون من هذه الحالة يظهر عليهم ما يلي:
- الشعور بالحزن الشديد عند التعرض لصدمات متتالية أو مواقف سيئة.
- البكاء الهستيري فجأة وبدون أي سبب.
- لديك الرغبة في النوم معظم الوقت، وعدم النهوض وبذل أي جهد مهما كان طفيفاً.
- العصبية المفرطة والتهيج هي أبسط الأشياء.
- الشعور باليأس الشديد وفقدان الثقة بالنفس.
- المعاناة من اضطراب الأكل.
- عدم القدرة على التركيز عند القيام بأي شيء، والنسيان المتكرر.
- عدم امتلاك الطاقة لفعل أي شيء اعتدت عليه.
- يتوقف المريض عن الاستمتاع بأشياءه المفضلة مع مرور الوقت.
- المعاناة من التقلبات المزاجية السريعة، وتغير الأحاسيس والمشاعر.
- – الضحك بشكل هستيري في أغلب الأحيان.
- هو دائما مشتت.
- التحدث بسرعة كبيرة دون التركيز على الكلمات التي تخرج من فمك.
- المعاناة من الأرق.
- التخطيط للمستقبل بطريقة خيالية لا ترتبط بالواقع بأي شكل من الأشكال.
إقرأ أيضاً: قصتي مع التهاب السحايا
كيفية التعايش مع من يعاني من هذا الاضطراب
وبعد الاطلاع على القصص المؤثرة لمرضى ثنائي القطب الذين شفوا من هذا الاضطراب بفضل إصرارهم وإرادتهم القوية، تجدر الإشارة إلى أن الأشخاص المحيطين بهؤلاء المرضى يجب أن يعرفوا كيف يتصرفون معهم، وألا يشعروهم بأنهم مختلفون. . لأن ذلك يؤثر على نفسيتهم ويزيد الأمر سوءا ولا تستجيب الحالة للعلاج. حيث أنهم يخضعون للعديد من الأمور التي تساعدهم على التعافي من هذا الاضطراب، وكلها تتطلب دعمًا نفسيًا كبيرًا من المحيطين بالمريض. وعلى من يحبهم أن يفهم ما يلي:
1- فهم طبيعة الحالة
ويجب على كل من حول المريض المصاب بهذا الاضطراب أن يكون على دراية بكافة المعلومات المتعلقة بحالته، ومعرفة الأشياء التي تثير تعرضه لنوبات الاكتئاب أو الهوس وأعراضها، والتعامل معه بشكل جيد. حتى لا يشعر بالاختلاف أو الجنون.
2- تغيير نمط حياة المريض
من المهم أن يحاول كل من حول المريض تغيير الحياة التي اعتاد عليها، خاصة أثناء نوبات الاكتئاب، حيث يساعده ذلك بشكل كبير على تحسين حياته وما يشعر به تجاهها. يمكن أن يكون التغيير مثل ممارسة الرياضة، والتخطيط لعدة أنشطة يحبها المريض، وقد يكون الأمر صعبًا، ولكنه يستحق المحاولة. قصص مرضى ثنائي القطب لا تنتهي. هو اضطراب يتعرض له الكثير من الأشخاص يومياً بسبب الضغوط الحياتية والصدمات والمواقف القاسية التي يتعرضون لها باستمرار في حياتهم، ويجب على المرء معرفة كيفية التعامل معها بما يساعد في علاجها.